عفوا 000 لقد اوشك رصيدكم على النفاذ

أن تبحّ حناجر جماهير الزمالك و كافة النقاد و المتابعين و المحللين و العاملين فى مجال كرة القدم ممن يهتمون بإقالة الزمالك من عثرته و هم يستصرخون إدارة الزمالك من أجل تدعيم مراكز مؤثرة تعانى من قصور شديد منذ عدة مواسم دون أن يكون هناك تلبية مناسبة من جانب إدارة الزمالك لتوفير كافة إحتياجات الفريق الملحّة لسدّ تلك الثغرات , فربّما جاز لنا القول أن هذه الإدارة قد قامت بالفعل بتدعيم عدة مراكز أخرى مما أثقل كاهل ميزانيتها فلم تستطع إستكمال مسيرة تعزيز صفوف الفريق بالصورة الكاملة و المثالية.

و أن تذهب أدراج الرياح صيحات التنبيه و التحذير من أنه لا يمكن لأى فريق أن ينافس على بطولة كبيرة و هو مهيض الجناحين مضعضع الجانبين مبتور الطرفين بلا ظهيرين يعتمد عليهما دفاعياً – لدرجة أن المرور منهما أشبه فى سهولته بمرور ربّة المنزل من المطبخ إلى الصالة - أو يرجى منهما أى فعالية هجومية لدرجة أننا لم نشهد كرة عرضية متقنة واحدة لا من الطرف الأيمن و لا من الطرف الأيسر فى ستة مباريات كاملة – بل و لنقل منذ أكثر من موسمين إذا أردنا تحرّى الدقة - , فربّما جاز لنا القول أن مركز الظهير الأيمن يعانى من فقر و ندرة فى اللاعبين المهرة المتاحين فى سوق الإنتقالات بالمجمل و أن الغريم التقليدى قد إنتهج سياسة تكسير العظام و تكديس ظهراء الجانب الأيمن لحرمان الزمالك من سد عجزه بهذا المركز و أن أحمد فتحى قد ماطل و راوغ إدارة الزمالك التى لم تقصر فى محاولاتها للتعاقد معه , و ربما جاز لنا القول أن الجهة اليسرى قد تم تدعيمها باللاعب الأردنى خالد سعد الذى حدث أنه لم يثبت وجوده رغم مستواه اللافت مع منتخب بلاده , بالتزامن مع الإنخفاض الحاد فى مستوى طارق السيّد بما يمثل عدم توفيق قد يتطلب منا أن نترفق بإدارة الزمالك بهذا الصدد.

و أن نكتشف أنه لا حياة لمن تنادى و كل حريص على مصلحة الزمالك يضع إصبعه على علـّة و مرض خط وسط الزمالك المزمن و المتمثل فى القصور الشديد بلاعبى الإرتكاز و لاعبى الوسط المدافعين إلى الدرجة التى تجعل من أى طفل أغرّ لا يلعب كرة القدم إلا بــ"دومة" أمام مدرسته الإبتدائيّة يفهم أنه لا يمكن لأى فريق أن يلعب الأدوار الأولى أو يتحلّى بسمات الفريق البطل – أو حتى الطامح إلى تحقيق البطولات - دون لاعبى إرتكاز يمثلان مسمارين دفاعيين فى وسط الملعب بما يفسد هجمات الخصم و يريح خط الدفاع و يضع ضغط هجومى مستمر على الفريق المنافس بدلاً من أن نرى الزمالك يفقد منطقة المناورات و يترك منتصف الملعب غنيمة ً لأى منافس مهما كان متواضع المستوى , و أن نرى الأسماء التى تم تعزيز مركز لاعب الإرتكاز بها فى الوقت الذى كان كل محب للزمالك ينتظر أسماء لاعبين من اصحاب الخبرات و الإمكانيات القادرة على إعادة الزمام لخط وسط الزمالك أمام منافسيه , فربما جاز لنا القول أن ميزانية الإدارة لم تتحمّل نفقات إنتداب لاعبين على المستوى المأمول بعد أن تم إنفاق الكثير على تدعيم خط الدفاع الذى كان مهترئاً.

و أن يكون هناك بصيرة و رؤية لدى أى "مكوجى" أو "عجلاتى" لا يعرف الفارق بين الأوفسايد و صباع الندّاغة لكى يدرك أنه لا يمكن لأى فريق أن يكون له شكل و قوام دون صانع ألعاب - حقيقى- يقوم بنقل الفريق من الدفاع إلى الهجوم و يربط خطوط الفريق بدلاً من حالة "الفركشة" و تقطع الأوصال و تباعد الخطوط التى نرى الزمالك عليها , فربما جاز لنا القول أن إدارة الزمالك إضطرت للرهان على ثبات مستوى "شيكابالا" و عدم تعرّضه للإصابات أو الإيقافات طوال موسم كامل , و أنها إضطرت أيضاً للرهان على عودة "حازم إمام" التى طال إنتظارها حتى بدت و كأنها لن تعود , و أضطرت للرهان على إجتهاد "جمال حمزة" فى اللعب بقدر – و لو يسير – من إجتهاده فى إثارة المشاكل و الدلع و الحياة فى جلباب معلّمى و فتوّات حرافيش نجيب محفوظ.

و أن يجمع كل من له علاقة بحقل كرة القدم من قريب أو بعيد على أن "كرول" كان هو الإختيار الأسوأ فى ظل ما هو معروف عنه للقاصى و الدانى من ضعفه الفنى و التكتيكى و الخططى الشديد بما يجعل كل خياراته خاطئة سواء فى التشكيل أو فى التغييرات أو فى طريقة اللعب – إن كان له طرقاً - أو فى الخطة – إن افترضنا أن له خططاً - , و أن يجمع كل من له أدنى فكرة عن كرة القدم أن المدير الفنى المصرى كان هو الأنسب للزمالك بعد هروب "هنرى ميشيل" المفاجئ و أن "طه بصرى" كان من المفترض أن يقود الزمالك فى ظل المعطيات التى حملتها بدايات الموسم , و أن يكون هناك شبه إجماع على أن الزمالك كان بحاجة لمدرب عام "فاهم" لكى يلحق "كرول" كلّما عن ّ له أن يبدأ فواصل "التلبيخ" , فربما جاز لنا القول أن عدم قيام إدارة الزمالك بالإستماع إلى تلك الأصوات يندرج تحت بند الرؤية الشخصية و الخيارات و القرارات السياديّة التى قد تخطئ و قد تصيب.

و أن....

و أن....

و أن....

كل هذا – مما يمكن أن يقال عن إدارة نادى الزمالك – كوم , و ما شهدناه بالموقع الرسمى لنادى الزمالك فى الأسبوع الأخير حتى نهاية شهر سبتمبر الذى ودعناه أول أمس كوم آخر , فإنه لشيئ مخجل و يندى له الجبين و لا يمكن الإقتناع بأى مبررات أو التسامح تجاهه أن يحتجب الموقع الرسمى لنادى عريق و رائد كنادى الزمالك لقرابة الأسبوع بسبب إستهلاك الموقع لمساحة و طاقة الـ"باند ويدث" المتاحة له!!!! بل ويزداد الطين بلّة عندما نعرف أن الموقع الرسمى لنادى الزمالك لا زال بعد موقعاً ناشئاً – بسبب حداثة تواجده على الشبكة – بما لا يجعله عرضة ً لذلك الضغط الملموس الذى يمكن أن يبرر إستهلاك "كوتة" الـ"باند ويدث" الشهريّة الخاصة به ليضع القائمون عليه أيديهم على خدودهم فى إنتظار الفرج بقدوم الشهر الجديد كى يحمل شهر أكتوبر معه "كوتة" جديدة (و هو الشيئ المرفوض حدوثه من الأساس مهما كان حجم التصفح و الزيارة للموقع الرسمى لنادى بعراقة الزمالك) , و بالطبع تكتمل المرارة عندما نعرف أن الأحجام الضخمة لمساحات إستضافة المواقع على الشبكة – و التى تكفل عدم إستهلاك "كوتة" الـ"باند ويدث" الشهرية , و التى كان لا بد من التفكير فيها عند إنشاء موقع رسمى لنادى محترم و له وضعيّته كالزمالك - لا تكلّف إلا ما هو فى حدود الثلاثمائة دولار فى العام بأكمله بواقع ما يقارب الخمسة و عشرين دولار فقط شهرياً , بل أن ترقية و تعلية السعة و المساحة من خطط الإستضافة الأقل إلى الأعلى لا تكلف سوى زهاء العشرة دولارات شهرياً..... و الأنكى من ذلك أن هذه الملهاة و الكوميديا السوداء لم تكن لتكتمل إلا بتلك الواجهة التى كانت تظهر عند تصفح موقع الزمالك الرسمى فى فترة إحتجابه و التى توحى بأن الموقع فى حالة صيانة أو تجديد أو ترقية و أنه عائد سريعاً فيما حقيقة الأمر أن القائمين على الموقع كانوا يحاولون خداع و "استغفال" المتصفحين ظناً منهم أنهم جهلة و لا يعرفون بأمر استنفاذ "كوتة" الـ"باندويدث" و أن كل من له دراية يسيرة بالإنترنت كان يعلم أن الموقع سيعود للظهور مع أول دقيقة فى أول أيام شهر أكتوبر مع بدء سريان "كوتة" الشهر الجديد.

أيها السادة......

إن الموقع الرسمى لأى نادى على الشبكة العنكبوتية هو واجهته المعبّرة عنه و التى تفرض الإنطباع المبدئى بالإحترام و الريادة و القدرة على القيادة و الإدارة بما يجعل جماهير النادى صاحب الموقع تطمئن إلى وعى إدارتها و إلى قدرة تلك الإدارة على التكفل بالتزاماتها تجاه المحافظة على إسم و سمعة و كرامة ناديها ...و الموقع الرسمى لأى نادى هو ما يمكن وصفه بأنه يترجم مقولة "الجواب بيبان من عنوانه"..... أما أن تفتح متصفح الإنترنت على الموقع الرسمى لنادى عريق و رائد بحجم نادى الزمالك لتكتشف أن حفنة دولارات لا قيمة لها من الأساس قد جعلت مجلس إدارة نادى بحجم الزمالك يستمع إلى رسالة من شركة الإستضافة مفادها : "عفواً , لقد نفذ رصيدكم ... يرجى المحاولة فى أول الشهر" , فإن هذا شيئ لا يعنى إلا أن هذه الإدارة أمامها الكثير مما يجب عليها عمله حتى لا تجعل جمهورها يقول لها : "عفواً..... لقد نفذ رصيدكم ".

للصبر حدود (أو فلنقل : للصبر "كوتة") ...... و لم يعد هناك صبر يمكن صبره فوق ما صبره جمهور الزمالك حتى تاريخه.