ما عاشه الفريق العسكري المغربي خلال وجوده بنيجيريا من اجل ملاقاة فريق
هيرتلاند في دوري الأبطال الإفريقي كان أقرب لصور الرعب، حيث ضغط الأعصاب
والقلق وهواجس الإنتظار وحرب نفسية بدءا من وصوله لمطار بورت هاركورت
وانتهاء بفواصل التضييق واللامبالاة التي عاشها من طرف إداريي فريق
هيرتلاند الذي حاول ربح المباراة في الكواليس قبل موقعة الملعب.
- اقامة سيئة
فندق رديئ بمواصفات بدائية، حرب طرق وقطاعها، عصابات منظمة تقلق
راحة البال وإقامة قد يكون لها انعكاس سلبي على المعنويات، قبل أن يبادر
الجيش الملكي إلى تغيير مكان إقامته من فندق "جاردنز" إلى فندق "كونكورد"
مؤثرا التخلي عن حصة تدريبية على الملعب الرئيسي والإكتفاء بإجرائها
بالفندق وحديقته المجاورة، كل هذه المؤشرات إضافة إلى طقس غير اعتيادي
وغير مألوف للاعبين كانت توحي بمباراة محمولة على خاصية وصفات الرعب
والخطر.
- الفريق في حراسة الجيش النيجيري
على عكس الأريحية التي رافقت تنقله للرأس الأخضر والحرية التي صال
وجال بها بسبورتنج برايا ، فرض على الفريق العسكري طوق أمني قوي بنيجيريا،
إذ لم يبارح الفندق إلا أثناء التداريب وإجراء المباراة، وذلك لتفادي أي
مفاجأة من (جرائم وسرقة واغتيالات)، حتى تغيير العملة والخروج للتجول تم
تفاديه، هكذا ظل الجيش الملكي تحت عهدة الجيش والأمن النيجيري.
- تغيير مندوب المباراة لأسباب مجهولة
في اللحظات الأخيرة التي سبقت المباراة تم تعديل توقيت الإنطلاقة
وتقديمه لساعة للإستفادة من معطى ارتفاع درجة الحرارة، وثانيهما تغيير
المندوب التشادي بالآخر الكاميروني كانكر أبولي ولأسباب ظلت مجهولة قيل
أنها تتعلق بمرض الأول الطارئ.
مثل هذه المفاجآت كان الهدف منها التأثير السلبي على معنويات
لاعبي الجيش الملكي وإدارييه، حيث التنقل لنيجيريا ظل مرادفا لهذه
التجاوزات، ومعلوم أن حكمي مباراة الذهاب والإياب أيضا أثارا الإنتباه،
الأول غاني والثاني توجولي.
- رئيس هارتلاند يملك فندقا سيئا
فوجئ إداريو فريق الجيش الملكي بعد التحري الدقيق بخصوص صاحب
الفكرة الجهنمية في جعل الفريق العسكري يقيم بفندق بمواصفات أقل ما يمكن
أن يقال عنها كارثية، حيث تواجد كل أصناف الحشرات والقوارض (الفئران بكل
أصنافها)، وهو فندق "جاردنز"، وحين اهتدوا إلى أن مالك هذا الفندق ما هو
إلا رئيس فريق هارتلاند الذي كان يعول على هذا الفندق الرديئ لضرب سرب من
الحمام بحجر واحد.
أولا كي يتفادى ما يرهق مالية فريقه بتخصيص فندق جيد الخدمات،
وثانيا ليواصل تأثيره على نفسية لاعبي الجيش، وتهتز معنوياتهم، تحول الجيش
الملكي لفندق "كونكورد" 5 نجوم الأجود نسبيا، والذي خاض بحديقته حصة
تدريبية سبقت المباراة، لكن بنفس المعايير الفوضوية (الفوضى والضجيج)،
وعلى حساب الفريق العسكري وبمبلغ مضاعف أكثر من الإعتيادي.
- محمد فاخر: قاومنا الأعاصير
قال محمد فاخر المدير الفني لنادي الجيش الملكي بأسف شديد حول
الخسارة بنيجيريا "كيف يمكن إجراء مباراة من هذا النوع وفي منافسة كهذه
دون إجراء حصة تدريبية على الملعب الرئيسي، إذ اكتفينا بالتمرين في حديقة
الفندق، دون الحديث عن الحكم والتحيز الكلاسيكي لصالح الأندية المستضيفة
في مثل هذه المنافسات".
واضاف "شخصيا أقول أن ما عشناه من فصول الضغط وحرب الأعصاب لا
يمكنه إلا أن يشكل لنا حافزا للتألق في مباراة الإياب قصد تذويب الفارق
وضمان التأهل للدور القادم إن شاء الله، بخصوص النهج التكتيكي أقول أن
ظروف المباراة والخصم هما من فرضا علينا هذا التدبير للمباراة، وأثق في
قدرتنا على حجز بطاقة التأهيل إن شاء الله".