التراس جديد هل نشاهده؟

كم كنت سعيداً مع انطلاق روابط تشجيع الزمالك وحتى الأندية الأخرى , لأنها في مظهرها الأول تعني أن هناك نظاماً وحماساً وأهدافاً سيسعى القائمون على هذه الروابط إلى تحقيقها وبالتالي سنكون كمتابعين لكرة القدم على موعد دائمًا مع روائع هذه الروابط في المدرجات وهذا ما تحقق بالفعل خاصة إذا نظرنا إلى مجهود هذه الروابط خاصة التي تقدم أداءً رائعاً ومميزاً بجهود ذاتية خالصة ...
و لكن توقفت قليلاً في الفترة الأخيرة بعدما انحرف أداء هذه الروابط المختلفة ليتحول دورها إلى تحقير المنافسين لا تشجيع أنديتهم , ولتتحول جهودهم إلى السب والشتيمة والقذف وهذه أمور كلها تتعارض مع أبسط مفاهيم الأخلاق.
وفي حديثي مع بعض أفراد هذه الراوبط لمست نوعاً من التقليد الكامل للألتراس الأوربية والأمريكية وأننا لابد أن نفعل كما يفعلون لأن هذه هي مبادئ الألتراس, والآن أنا أتساءل متى تظهر للأضواء النسخة الجديدة من الألتراس ؟!
خاصة والحمد لله أن أفراد الألتراس المختلفة هم شباب مثقف وجامعي ويعرفون جيدًا مباديء الإسلام والذي يدعونا إلى التحلي بالأخلاق وإلى عدم شتيمة الآخرين أو حتى عدم مقابلة الإساءة بالاساءة عكس الألتراس الغربية الذين ينطلقون من قاعدة مختلفة تسمح لهم بما يفعلون ولا يمتلكون الوازع الذي يمنعهم من فعل ما يفعلون ...
باختصار ظهور ألتراس يحمل هذا الطابع الجديد سيكون أمراً رائعاً بل وسيكون أكثر تأثيراً لصالح الفريق لان الهدف هو تشجيع كل جمهور لناديه لا تحقير وشتيمة الآخرين , النسخة الجديدة من الألتراس تتطلب فقط القليل من التعديل في نشاط الألتراس وزيادة التركيز على التشجيع بدلاً من الهجوم و الشتيمة ...
أعرف أن تحقيق الهدف يراه الكثيرون بعيداً ولربما يراه البعض الآخر خياليًا وأنني أعيش في كوكب آخر , لكني على قناعة تامة أن ظهور هذا النوع من الألتراس مسألة وقت - ليس إلا - إن أراد القائمون على الألتراس ذلك ... وكما كانت فكرة بدء نشاط الألتراس حدث تسعى أطراف مختلفة لتكون هي السباقة له , و كما تسعى الألتراس المختلفة الآن للسبق في مجال تقديم ما هو أفضل , فاعتقد ان هذا النوع من الألتراس يستحق أن تتنافس على تطبيقه الألتراس المختلفة لأنه هو الفوز و التميز الحقيقي ...
تتبقى هنا ملاحظة صغيرة مفادها أن هذه الدعوة لإعطاء أفعالنا الطابع الإسلامي الأخلاقي لا تقتصر على الألتراس بل يمكن تعميمها إلى الصحافة والإنترنت والمصالح الحكومية والخاصة , فكل عناصر هذه الأماكن والمجالات مسلمون لكنهم يحتاجون إلى تصحيح بعض تصرفاتهم ليتحول الطابع العام إلى ما يوافق تعاليم الدين الإسلامي الحنيف ...